فى البدايه ان هذا الموضوع من الموضوعات الهامه فى الحياه المعاصره،حيث يعتبر ركن من اركان اللغه اى جزء لا يتجزئ من لغتنا العربية،وهذا الفن موجود منذ القدم وليس حديث المنشئ،ومن هنا يجب ان نطرح بعض الاسئله المهمه ، ومن اهمها على الاطلاق،ما هـو الـمـثـل ؟،والاجابه عن هذا السؤال تكمن فى انه عبارة عن قول مأثور يتضمن نصيحة شعبية ، أو حقيقة عامة ، أو ملاحظة تجريبية أو حتى موقفا ساخرًا من عادة اجتماعية أو أسلوب سياسى معين،وبعد ان تعرفنا على المثل،حان الوقت لنتعرف على بعض خصائص المثل الشعبى، ومنها
*شيوع المثل الشعبى
*كثره استعماله بين الناس فى عصر معين
او حتى فى عصور متباعده ولأن الأمثال الشعبية كانت تتصف أيضًا بالتداول الشفوى بين أفراد الشعب ، فلم يهتم العلماء بتدوينها ولعل أحد أسباب ذلك يرجع إلى أنها كانت تصاغ باللهجة العامية ، التى كان العلماء يهملونها أو يسقطونها من اعتبارهم.
ومن هذه النقطة ننتقل الى سؤال اخر فى غايه الأهميه،وهو من الذى يصوغ المثل الشعبى؟،والذى يصوغ الأمثال الشعبيه شخص على درجة عالية من الحكمة ، ولديه قدرة على التركيز ، وموهبة خاصة فى استخدام اللهجة الشعبية ، وجودة اختيار ألفاظها . ولو كان علماء البلاغة قد وجهوا اهتمامهم قليلاً إلى كثير من الأمثال الشعبية لوجدوا فيها جمالاً أدبيًا لا يقل بحال من الأحوال عن الجمال الموجود فى أدب الفصحى . فمثلا فى الامثال الشعبية هناك:السجع ، ويوجد الجناس، ويوجد الطباق ، ويوجد الخيال ، وتوجد الصورة المعبرة بدقة عن الموضوع المجرد المراد الإمساك به فى شبكة الألفاظ ، كما أن الأمثال الشعبية تتميز بالإيجاز الشديد وهو اختصار المعانى الطويلة أو المتعددة فى ألفاظ قليلة معدودة،كما أن صياغة المثل تهدف إلى جريانه على ألسنة العامة ، وسهولة حفظه لمن يسمعه ولو مرة واحدة. وحان الوقت للانتقال للسؤال الاخـيـر واهـم الاسـئـلـه!!
الا وهو من هم مؤلفى الامثال الشعبيه وما خصائصهم؟،بالإضافة إلى كونهم حكماء ، كانوا أدباء بامتياز ، ومع ذلك فقد فضلوا عدم ذكر أسمائهم ، والوقوف بصمت وتواضع خلف إنتاجهم الذى كتب له الشيوع والاستمرار ، ربما أكثر مما كتب فى أدب الفصحى
الأمثال الشعبية المتوافرة لدينا الآن ترجع إلى مختلف العصور التى مرت بها مصر منذ الحضارة المصرية القديمة ، مرورًا بالعهد القبطى، ثم العصر الإسلامى فى مرحلتى ازدهاره وتعثره لكننا ينبغى أن نشير هنا إلى أن الكثير ، بل الكثير جدًا، من الأمثال الشعبية المصرية قد اندثر لتشعب عوامل مختلفة ، منها أولاً عدم الاهتمام بتدوينه نتيجة تداوله بين الناس وشيوعه من ناحية ، والنظرة الدونية للهجة الوارد بها من ناحية أخرى . ثانيًا : اندثاره باختفاء الجيل أو الأجيال التى كانت تحفظه وتتداوله . ثالثًا : مصادرة السلطات الحاكمة أو المسيطرة له أحيانا نظرًا لما كان يحدثه من تعبئة الرأى العام ضدها . وهكذا لا ينبغى أن نحكم على ما وصلنا من الأمثال الشعبية بأنها تمثل (كل) التراث ، وإنما هى (مجرد عيّنة) فقط ، لكنها مع الفحص والتحليل يمكن أن .تضع أيدينا على الاتجاهات العامة لهذا الترات الثمين
يبقى سؤال هام : هل يمكننا الحديث عن أمثال شعبية : من الحضارة المصرية القديمة التى كانت لغتها (الهيروغليفية ثم كتبت بعد ذلك بالخطين الهيروطيقى والدوجماطيقى)، ومن العهد القبطى الذى كانت لغته القبطية ، فى حين أن كل ما يوجد لدينا الآن هى الأمثلة التى وردت باللهجة العامية المصرية، وهذه مرتبطة بانتشار العربية الفصحى فى مصر بدءًا من منتصف القرن السابع الميلادى فقط ؟ وللإجابة عن هذا السؤال نقول : إن اللهجة العامية (العربية) تتضمن أمثالاً وردت بمعناها وبعض ألفاظها من العهد القبطى ، وهى كثيرة . أما أمثال الحضارة المصرية القديمة فأنا شخصيًا أميل إلى أنها دخلت فى نسيج الأمثال التالية لها ، سواء كانت فى العهد القبطى أم العصر الإسلامى ، ومعنى ذلك أن عدم توافرها بألفاظها بين أيدينا اليوم ، لا يعنى اختفاءها تمامًا من ذاكرة الشعب المصرى التى اختزنت معانيها ، وأورثتها للأجيال اللاحقة .. والنتيجة أن الأمثال المتوافرة لدينا – اليوم – يمكن أن تعتبر قاعدة صالحة تمامًا للتعبير عن روح الشعب المصرى ، وحكمته ، بل وفلسفته أيضا خلال عصوره المختلفة من هنا يستحق الشكر والتقدير أولئك الذين بذلوا الكثير من الجهد والوقت فى الاهتمام بتلك الأمثال الشعبية من خلال جمعها وتدوينها بالكتابة وتبويبها الفبائيا وتركوها لنا فى مجاميع تتراوح بين عدة مئات ، وعدة آلاف ، محاولين بذلك الإمساك بصورة حقيقية لحياة الشعب المصرى التى أغفلها مع الأسف مؤرخوه ، الذين قصروا أعمالهم فقط على ما كان يجرى فى بلاط الحكام ، وقصور الأمراء ، بالإضافة إلى ما كانوا يخوضونه من حروب تنتهى أحيانا بالنصر ، وغالبًا بالهزيمة !
لكننا قبل أن نعرض لفلسفة المصريين من الأمثال الشعبية المتوافرة لدينا الآن باللهجة العامية المصرية ، والتى نعتبرها قد
تسربت إليها بالضرورة عناصر كثيرة من حكمة المصريين القدماء وفلسفتهم– يمكننا أن نخصص مساحة مناسبة لما ورد
إلينا فى اللغة المصرية القديمة والتى ترجمت إلى اللغة العربية الفصحى ، وذلك لمزيد من التأكيد على وجود فكر مصرى أصيل يسبق فى نشأته وتطوره ما وجد بعد ذلك لدى البابليين والعبرانيين ، والإغريق ، مع الاحتفاظ لكل منهم بتميزه فى تعدد الموضوعات ، وتنوع الأساليب .
ومن الملاحظ فى هذه المرحلة التاريخية البعيدة أننا لن نلتقى بالأمثال الشعبية بالمعنى المحدد للكلمة ، لأننا نعلم أن مثل هذه الأمثال كان يجرى تداولها شفويًا بين العامة ، ولذلك لم تسجل كما سجلت الأعمال الفكرية والأدبية التى أنتجها مفكرون وأدباء باللغة القابلة حينئذ للكتابة ، لكننا مع ذلك نلتقى بثروة ثمينة من الحكم والنصائح التى تختصر الكثير من التجارب الإنسانية ، والتى كان يقدمها أصحابها من ذوى الخبرة إلى أبنائهم لكى يعملوا بها فى شئونهم اليومية أو يستهدوا بها فى حياتهم . ومن خصائص تلك الحكم والنصائح أسلوبها السهل المباشر ، والذى كان يعتمد على الاختصار مما يقربها كثيرا من الأمثال الشعبية .
والان سوف نعرض بعض الامثال المتعلقه بالأسره وعلاقتها الاجتماعيه بالمجتمع وسوف نعرض كل الامثال المتعلقه بكل من (الزوج،الزوجه،الابناء،والاصدقاء،وحتى الجيران)حيث ان كل هؤلاء لهم دور مباشر فى الاسرة.
**ما قبل الزواج**
دقة الاختيار وأهمية النَّسَب..
تؤكد بعض الأمثال المصرية على أن الدخول فى الزواج يتطلب حسن اختيار الزوجة ، والتدقيق فى حال أهلها ، لأن النسب يمكن أن يكون نوعًا من القرابة ، إلى جانب كونه يضفى قيمة اجتماعية للزوج أو الزوجة.ومن هذه الامثال:-
1-النسب حسب ، وإن صح يكون أهليه
2-اسأل قبل ما تناسب، يبان لك الردى والمناسب
والواقع أن علاقة النسب علاقة اجتماعية حساسة جدًا ، وهى تتأثر بأى تصرف طائش أو بادرة سوء من أحد الطرفين.
3-النسب زى اللبن ، أقل شئ يغيره
لكن العجيب فى الأمر هو إلحاح عدد كبير من الأمثال المصرية على ضرورة الابتعاد عن الزواج من الأقارب ، إلى حد تفضيل المرأة الغريبة ، حتى لو كانت معيبة
4-خد من الزرايب ، ولا تاخذ من القرايبْ
5-إن كان لك قريب .. لا تشاركه ولا تناسبه
6-الدخان القريب .. يعمى
وتعتقد بعض الأمثال بأن الزواج من المرأة الغريبة أكثر بركة من القريبه.
7-بارك الله فى المرأه الغريبه ، والزرعة القريبه
ومع ذلك فهناك مثل يقول:-
8-زيتنا فى دقيقنا
أى أننا زوجنا أبناءنا لبناتنا فى العائلة الواحدة ،
كما أن هناك مثلا آخر يفضل زواج ابن العم
9-آخد ابن عمى ، واتغطى بكمى
لكن هذين المثلين يكادان يكونان استثناء من القاعدة العامة فى هذا الصدد
والان ننتقل لمرحله اخرى من الامثال المتعلقة بالاسره وعلاقتها بالمجتمع :-
**مواصفات الزوجة الجيدة**
توصى الكثير من الأمثال بأن "أصل" المرأة له دور كبير فى نجاح الزواج ، لأن المرأة الأصيلة هى التى تحافظ على رابطة الزواج ، وتصون كرامة الرجل ، كما أنها تتحمل معه الظروف الصعبه دون تململ أو ضجر
10-خد الأصيله ، ونام على الحصيره
11-بنت الأكابر غاليه ، ولو تكون جاريه
12-دور مع الأيام إذا دارت..وخد بنت الأجاويد إذا بارت
ومن المعروف أن بنت الأصول قد تكون فقيرة ، بسبب تدهور الأحوال المادية لأهلها ، ولذلك فإنها فى هذه الحالة تكون أفضل للزوج
13-خد الشمس من تحت الغيم..وخد البنت من تحت الضيم
وهنا مثلان يكادان يكونان متناقضين فى اختيار الزوجة ، كبيرة السن
يقول الأول:-
14-من همّه ، خد قد امّه
بينما يقول الثانى:-
15-الدهن فى العتاقى
كما أن هناك مثلا يفضل المرأة القصيرة على الطويلة!!
16-جوز القصيّره .. يحسبها صغيره!
أما عندما تخلو المرأة (أو حتى الرجل) من المال والجمال معا فهنا يكون التحذير :
17-لا مال ولا جمال
ننتقل الى مرحلة اخرى الا وهى مرحله:-
**أهميه الزوج ومواصفاته**
تؤكد الأمثال الشعبية على أهمية وجود الزوج فى حياة المرأة ومن ذلك:-
18-ضل راجل ، ولا ضل حيط
19-خدى لك راجل..يبقى لك بالليل غفير..وبالنهار أجير
20-أقل الرجال .. يغنى النسا
ولابد أن تعطى المرأة اعتبارا لحالة الرجل المادية ، فهى أساس قيام الحياة الزوجية واستمرارها.
21-عيب الراجل جيبه
لكن يفضل فى هذه الحاله اختيار الرجل العامل ، الذى يجيد صنعة على الرجل الغنى الذى يعتمد فقط على ممتلكاته.
22-خدى أبو صنعه..ولا تاخدى أبو قلعه
ومع ذلك ، فلابد أن يجمع الرجل مجموعة من الصفات الأخرى إلى جانب المال ، لأن المال يوجد ويفنى.
23-يا واخده القرد على كتر ماله..بكره يفنى المال ، ويتنه القرد على حاله
وهناك مثل فريد ، تفخر به امرأة مصرية يقول
24-أبويا وطانى ، وجوزى علانى
أى أننى كنت فى بيت أهلى بدون قيمة ، وأصبحت عاليه القدر بعد الزواج
ومثلها واحدة أخرى تقول:-
25-جهنم جوزى ، ولا جنة أبويا
والواقع أنه نظرًا لأهميه اختيار الزوج ، فإن بعض الأمثال تهيب بالآباء أن يساعدوا أبناءهم ، وبناتهم بالذات ، فى هذا الاختيار.
26-اخطب لبنتك ، ولا تخطب لابنك
ويفضل أن يختار الرجل لابنته زوجًا يسكن فى مكان قريب منه ، حتى تحظى برعايته ، وعند الضرورة تساعده.
27-جوّزها بديك ، وناديها تجيك
أما الفتاة التى تظل ترفض خطابها ، وترى أن أحدًا منهم لا ستحقها فقد تفوت فرصة الزواج عليها ، وتنتهى بها الحال إلى أن تتقدم فى العمر ، ولا تجد من يتقدم للزواج منها.
28-خطبوها تعززت ، فاتوها تندمت
وقد صورت الأمثال المصرية الفتاة التى لم تتزوج بالبضاعة التى لم يقبل عليها المشترون ، ولذلك سوف تظل فى بيت أبيها طول العمر
29-البايرة لبيت أبوها
وكما أن الزواج يتطلب قدرًا من تدخل الأهل لاختيار الزوج أو الزوجة ، فإن الفتاة عليها مسئولية أن تظهر أمام الخطاب ، لكى يروها
30-تقعد تحت الحنيّه،وتقول : يا امه مالوش نيّه
يعنى أنها تختفى عن الأنظار ، وتزعم أن الخاطب المحتمل هو السبب فى عدم التقدم لخطبتها
أما أطرف ما فى موضوع الخطبة ، فهو المثل الذى يتحدث عن شخص (قد يكون الأب) أرسله الخاطب ليخطب له فتاه ، فأعجب بها ، وتزوجها هو!!
31-راح يخطبها له .. اتجوزها
ومن هنا ننتقل لمرحلة اخرى من الزواج الا وهى
** الزواج من الداخل!!**
الزواج شراكة بين طرفين ، وهو يقوم أساسًا على الرضا والتفاهم بينهما ، ولذلك فإن تدخل طرف ثالث – حتى ولو كان مسموع الكلمة – يعتبر عملاً فى غير موضعه.
32-أنا راضي وأبوها راضى..وإيه دخلك يا قاضى ؟
والمسألة تتلخص ببساطة فى أن الزواج يبدأ باجتماع الزوج مع الزوجة بهدوء فى عش الزوجية ، وبالتالى فإن كثرة المدعويين وضججيهم ، وإرهاقهم لأنفسهم أمور لا معنى لها.
33-العروسة للعريس ، والجرى للمتاعيس
والواقع أن الزواج قد يكون سعيدًا ، والمدار فى ذلك على الزوجة التى هى دائمَا مصدر السعادة والحنان لزوجها.
34-بلدك فين ياجحا ؟،قال : اللى فيها مراتى
وقد يكون زواجًا تعيسًا ، وحينئذ تكون العزوبة أفضل منه.
35-العزوبية ، ولا جوازة العرّه
36-قعاد الخزانه ، ولا الجوازه الندامه
وقد يتزوج شخصان تافهان فيفقد الزواج من اجتماعهما معناه:-
37-جوزوا مشكاح لريمه..ما على الاثنين قيمه
وهناك بعض الأزواج الذين يسببون الضيق لزوجاتهم بسبب بقائهم لفترة طويله أو طوال الوقت فى البيت ، الذى هو أساسًا مملكة الزوجة ، الذى تحب أن تخلو فيه أحيانا لنفسها ، وأن تأخذ راحتها.
38-الندب بالطار .. ولا قعاد الراجل فى الدار
وقد يكون الزوج على خلق سىء ، فينقله إلى زوجته!!
39-جوزى يكدب علىّ ..وأنا اكدب على الجيران
وتوصى بعض الأمثال الزوج بألا يبوح بسره (الخاص) لزوجته حيث يترتب على ذلك نتائج غاية فى السوء بالنسبة إليه.
40-من أعطى سره لمراته..يا طول عذابه وشتاته
ومن الطبيعى أن تغار الزوجه على زوجها ، لكن طريقه التعبير عن هذه الغيره قد تؤدى إلى انفصالها عنه.
41-غيرة المره .. مفتاح طلاقها
ويوجد مثلان يتحدثان عن الزواج من امرأتين ، أما الأول فيبين مزاياه:-
42-جوز الاتنين .. عريس كل ليله
لأن كل واحدة منهما تبذل أقصى ما فى استطاعتها لإرضائه والفوز بإعجابه أكثر من الزوجة الأخرى وأما الثانى ، فيحذر الزوجة الثانية من أن نهايتها غير مستحبة لأن الرجل فى العادة يرجع إلى الزوجة الأولى بسبب تاريخ العشرة السابق بينهما
43-القديمهْ تحلى ، ولو كانت وحْله
أما الشخص الذى قد يتزوج ابنة عمه ، أى قريبة جدًا منه ، فلابد أن يكسر بينها وبينه حاجز الحياء من القرابة ، وإلا فإن النتائج الطبيعية المترتبة على الزواج لن تتحقق.
وللحديث بقية فى مدونة اخرى :))